قصة للمعلم فقط ..........

بسم الله الرحمن الرحيم
كان صالح معلماً بارعاً في كسب قلوب طلابه ..
ذات مرة دخل صالح الفصل ليعلن للطلاب موعد الاختبار, وقد وضع لهذا الاختبار جائزة .
طرق الباب وكانت هذه الطريقة من عادته ، فأذن له الأستاذ الموجود داخل الفصل .. دخل صالح فلما أراد أن يتكلم توقف ، ثم خرج !
استغرب الجميع من تصرفه ..
وقف صالح بعد خروجه بجوار الباب سارح الذهن يفكر ويفكر ...
لقد وقعت في ذهن صالح فكرة جديدة لاختبار الطلاب ، يا ترى ما هي هذه الطريقة ؟!
طرق الباب مرة أخرى فقال الأستاذ الموجود داخل الفصل : ادخل .
دخل صالح مبتسما ليقول للطلاب : أحبائي بعد يومين هو موعد ..... - اعتقد الطلاب أنه موعد اختبار القواعد , فضاقت بهم الأرض بما رحبت - لكن الأستاذ فاجأهم بقوله : أريد من كل واحد منكم أن يكتب لي عشرة أسئلة وأنا سأجيب عليها , والذي يعجزني بأسئلته يأخذ الجائزة , بشروط ثلاثة :
أن تكون الأسئلة شاملة للمنهج .
أن يعرف إجاباتها بدون أن يرجع للكتاب .
أن تكون الأسئلة مكتوبة بجهاز الحاسوب .
فرح الطلاب بهذه الطريقة أشد الفرح ؛ لأن الأستاذ ألغى الاختبار .. وبدأ الطلاب في البحث عن أسئلة شديدة الصعوبة ليعجز الأستاذ عن حلها .. قام زيد يتحدى المعلم بأنه سيكتب أسئلة لو اجتمع عليها سيبويه وابن جني لما استطاعا حلها.. ضحك الطلاب ؛ لأنهم يعرفون هذا الطالب بأنه لا يجيد شيئاً من مادة القواعد .
ذهب زيد للبيت و ليس همه إلا أن يكتب أسئلة صعبة , ليحرج أستاذه في حلها . فاتصل بمعلميه القدامى ليساعدوه في كتابة الأسئلة ، وبدأ يبحث ويبحث فلما اكتملت الأسئلة فرح أشد الفرح بهذه الانجاز الرائع .. وبدأ يحفظ حل الأسئلة بكل نشاط أملاً منه أن يحرج أستاذه , ويأخذ لقب العبقري و جائزة الأستاذ أيضاً .. وبعد أن انتهى زيد من حفظ الأسئلة , وجد أنه قد حفظ الكتاب كاملاً ... وفهم حينها غاية الأستاذ من هذه الطريقة ..
وقال زيد : لقد قال عني جميع المعلمين أنني غير صالح للدراسة لكن الأستاذ صالح جعلني صالحاً بطريقته الجديدة الصالحة .
لقد استطاع الأستاذ صالح أن يحبب الطلاب في المذاكرة بطريقته الرائعة وهم لا يشعرون ..

كم نحن بحاجة لمن يغرس في قلوبنا الخير والإبداع ونحن لا نشعر .