شعرمفدي زكريا - نطق الرصاص- ********

******************
*************** *************   ************** ************
       ***************       *****************        ************


نطق الرصاصُ فما يُباحُ iiكلامُ
وجرى القصاصُ فما يُتاحُ ملامُ

وقضى الزمان فلا مردّ iiلحكمه
وجرى القضاءُ وتمّت iiالأحكامُ

وسعتْ فرنسا للقيامة iiوانطوى
يوم النشور وجفّت iiالأقلامُ

والقابضون على البسيطة أفصحوا
والكونُ باح وقالت iiالأيامُ

وتعلّم المستعمرون iiشعوبها
أنّ التحكم في الشعوب iiحرامُ

هم جرّروا الميثاق هلاّ iiحرّروا
أمما تُساقُ حقارة iiوتُضامُ

السيف أصدق لهجة من أحرف
كُتبتْ فكان بيانها iiالإبهامُ

والنّارُ أصدقُ حجّة فاكتب iiبها
ما شئت تُصعق عندها iiالأحلامُ

إنّ الصحائف للصفائح iiأمرها
والحرب حرب والكلامُ كلامُ

عزُّ -المكاتب-في iiالحياة-كتائب-
زحفت كأنّ جنودها iiالأعلامُ

خيرُ المحافل في الزمان iiجحافل
رُفعت على وحداتها iiالأعلامُ

لغة القنابل في البيان فصيحة
وُضعتْ لمن في مسمعية صمامُ

ولوافحُ النيران خيرُ iiلوائح
رُفعت لمن في ناظريه iiرُكامُ

وروائحُ البارود مسكُ iiنوافح
سُجرتْ لمن في منخريه iiزُكامُ

والحقُ والرشاشُ إن نطقا iiمعا
عنت الوجوهُ وخرّت iiالأصنامُ
دعا التاريخُ ليلك iiفاستجابا
-نوفمبرُ- هل وفيت لنا iiالنصابا

وهل سمع المُجيبُ نداء iiشعب
فكانت ليلة القدر iiالجوابا

اتبارك ليلك الميمون iiنجما
وجل جلاله هتك iiالحجابا

زكتْ وثباتهُ عن ألف iiشهر
قضاها الشعبُ يلتحقُ iiالسرابا

تجلّى ضاحك القسمات iiتحكي
كواكبه قنابله iiلهابا

بناشئة هناك أشدُّ iiوطأ
وأقوم منطقا وأحدّ iiنابا

مضت كالشهب وانحدرتْ شظايا
تلهّب في دجنّتها iiالتهابا

ملائكُ بااللفواتك iiنازلات
بإذن الله أرسلها خطابا

وهزّتْ ثورةُ التحرير iiشعبا
فهبّ الشعب ينصبُّ iiانصبابا

وبُرّزت الكواعب iiقاصرات
فرحن يخضن للموت iiالعبابا

ولعلع من -شلعلع-ذو iiبيان
فأنطق فوق-جرجرة-الجعابا

وشبّتْ من ذُرى وهران iiنار
رآها-برجُ iiمدين-فاستجابا

وقال الله كنْ يا شعبُ iiحربا
على من ظلّ لا يرعى iiجنابا

وقال الشعبُ كنْ يا ربُ iiعونا
على منْ بات لا يخشى iiعقابا

فكان وكان من شعب iiوربّ
قرار أحدث العجب iiالعُجابا

جهاد دوّخ الدنيا iiوألقى
هنالك في سياستها iiاضطرابا

وزلزل من صياصيه فرنسا
وأوقع في حكومتها iiانقلابا

وحرب للكرامة في iiبلاد
مضتْ تفتكُّ عزّتها iiغلابا

وأوفدت الرصاص ينوبُ عنها
يُناقشُ غاصب الحق الحسابا

وأيقضت القنابلُ منْ iiتعامى
وأسدل فوق ناظره نقابا